اصدر غارودي ما يزيد على خمسين كتابا ورواية ترجمت الى كثير من لغات العالم ، ومنها “وعود الاسلام” في سنة 1981 ، وعنوان الكتاب ذو دلالة او اكثر وتسمية الكتاب مستمدة من الهدي القرآني ، فقد جاء في التنزيل العزيز “إن الله وعدكم الحق” وجاء ايضا“ونتجاوز عن سيئاتهم في اصحاب الجنة وعد الصدق” ووعد الحق الصدق يعني الالتزام به ، والوعد عادة ما يكون في الخير ، ولذا فإن اختيار غارودي لعنوان كتابه كان موفقا ، دالا على وعود الخير والصدق والسلام التي يقدمها الاسلام لفضاء الانسانية المعاصرة المشحونة بالصراعات.
وذكر د. الدروبي ان كتاب “وعود الاسلام“من اهم كتب غارودي وذلك لما تضمنه من طموحات واهداف سامية ، وقد حدد هدفه من كتابه قائلا: “إن المقصود من هذه الدراسة هو مستقبلنا ومستقبل الجميع ، وإن هذا الكتاب ليس كتاب تاريخ ، بل هو اقتراب جديد من الاسلام” وقد حاولنا استدعاء الاسلام ، لأنه قوة حية ، لا في ماضيه فقط ، بل في كل ما يمكن ان يقدمه اليوم ، ولما كان هدف غارودي من اهم كتبه استدعاء الاسلام قوة حية مهيأة لانقاذ الانسانية من حالتها المتردية ، فإنه جعل مدخله الى الموضوع بالحديث عن اهم الاسس التي يقوم عليها التراث الغربي ويبدأ بالقول: “الغرب عرض (اي ليس جوهرا ولا اصيلا) ، وثقافته شوهاء ، انها انعزلت عن ابعاد جوهرية ، وهي تدّعي ، منذ قرون تحديد ذاتها بتراث مزدوج: اغريقي – روماني ، ويهودي – نصراني ، وقد ظهرت اسطورة “المعجزة الاغريقية ، في الغرب ، لأنه اجتث عن عمد جذور حضارته البشرية“.وختم د. الدروبي حديثه قائلا: اما خاتمة كتاب “وعود الاسلام” فإنه قد ركز على اهم العوامل التي كونت نظرة الغرب الشوهاء عن الاسلام وكانت هذه النظرة هي العائق الرئيس الذي منع الغرب من قبول الاسلام صديقا.