إن في يوسف عليه السلام وامرأة العزيز لعبرة, عبرة تتصل بصميم حياة الإنسان على الدوام, لا تتخلف ولا تنقطع, طالما كانت الذكورة والأنوثة, وطالما كان صراع الخير والشر, وطالما كان ابليس حياً, الى أن يرث الله الأرض ومن عليها. (يوسف وامرأة العزيز) تناولها المفسرون بكثير من البحث والدرس, والشرح والتحليل وتوسعوا فيها ما قدر الله تعالى لهم, وشاء, كما تناولها أيضاً كثير من العلماء المتأخرين متأثرين بمقاييس عصرية مستنبطة, وأطنبوا ما شاء لهم الإطناب, فلمسوا كثيراً من الجوانب وجلو كثيراً من المعاني.
وهذا الكتاب يحاول ابراز المزيد من بعض الجوانب التي تعد ضرورة إنسانية وحياتية معاصرة تتصل بصميم وجودنا الإنساني, خصوصاً وأننا نحيا فترة زمنية الفتن فيها يردف بعضها بعضاً.