رواية مؤلمة وآسرة، تُجسّد كلّ ما يُمكن للمرأة أنْ تعانيه في مجتمعاتنا الشرقيّة، ترصد الصّراعات الاجتماعيّة في إيران على تنوّعها، عبر مأساة حقيقيّة لريحانة جبّاري التي أُعدِمت في مقتبل عمرها؛ هذه الفتاة التي صارتْ حكايتُها عنوانًا للقهر ورمزًا لكلّ الحكايات التي لمْ ترو بعْد.
“تشوّهتْ صورةُ العالمِ الذي أعرفه ،نقلوني إلىَ عالمٍ لا يتسّم بالحيادِ أو التجرّد ،الشَرُّ معلومً بالضّرورة ،عصيًّ علَى التدبيرِ ،العدلُ محبوسً في زنزانةٍ مجاورةٍ ،أقصّى مايُمكن وصف الحياة به هنا هو : التّعايش فيما بعْد الألمِ ….. “
ريحانة جبّاري التي ستُعدم ذات غفلةٍ إنسانيةٍ ،عندما طُعنت الطبيب الجراح مرتضى عبد العلي سرابندي بدافع الدفاع عن نفسها لمحاولة الإغتصاب ،تنقلت بين السجون وأدركت البطش من سجنٍ إلى آخر ،منعوها من قضاء حاجتها لأيامٍ ،يحبسونها داخل العنابر فلا تخرج حتى للفناء كسائر المساجين كى تُفسح صدرها .
الحلوقُ جفّتْ ،فلا صراخ ها هنا ،لا نَحيبَ ،بل الصّمت ،ولا إحساسَ غيره .