عندما تصطدم الحقيقة مع الخيال الممتع، فإن الخيال يكسب بالتأكيد!.. هكذا تولد الأساطير.. هكذا تولد الشائعات.. تتضافر عوامل عدة مثل الذاكرة المزيفة، والرغبة في التصديق، والبحث عن الإثارة، وشهوة جذب الاهتمام، والبحث المحموم عن تفسير منطقي لطلاسم الكون، دعك من الرغبة في الكسب المادي لأن سوق الخرافة رائجة في كل مكان وزمان.. من ثم تغدو الخرافة أكثر واقعية من الواقع ذاته.
قليلون امتلكوا الشجاعة كيف يفحصوا ويفندوا ويعلنوا ما توصلوا له.. في العصور الوسطى كان أمثال هؤلاء يحرقون أحياء، أما اليوم فلا يعبأ بهم أحد ولا يصدقهم أحد.. وهو عقاب ليس أقل قسوة في رأيي..!
هذا الكتاب لا يعلن الحرب على الخيال.. بل يعلنها على الخيال الذي يصر أصحابه على أنه الحقيقة الوحيدة.